عندما يدور الحديث في أروقة النادي البافاري حول قدرات المدرب الإسباني بيب غوارديولا، فالغالبية تجمع على أنه مدرب قدير. لكن الأمر يختلف عند الحديث عن طريقة تعامله مع الآخرين. فكثيرا ما وجهت إليه انتقادات بسبب ذلك، بل إن الكثيرين يرون أنه بحاجة ماسة لاستدارك ذلك النقص. والملفت للنظر هوأن غوارديولا الذي عرفه الألمان بقسوة تعامله مع الآخرين يبدو الآن بشكل مختلف في انكلترا. فغوارديولا حاليا بالنسبة للانكليز مدرب ممتاز وقدوة في التعامل الإنساني.
والسبب في ذلك يعود إلى المشهد الذي أظهره غوارديولا في نهاية مباراة فريقه ما نشستر سيتي أمام بورنموث في الجولة الـ25 من منافسات الدوري الإنجليزي (البريميرليغ) . انتهت تلك المباراة بفوز فريق مانشتر سيتي بهدفين نظيفين. لكن وبعد انتهاء المباراة توجه غوارديولا إلى هاري أرتير لاعب خط الوسط في فريق بورنموث، حيث تم ذلك بشكل مثير للانتباه. فما هو السبب؟
التفاتة إنسانية
كان أرتير قد تعرض سابقا لصدمة قوية عندما كان هو وخطيبته راشيل بانتظار مولودتهما في شهر ديسمبر/كانون الأول 2015. وشاءت الأقدار أن يولد الجنين ميتا. وقد تسبب ذلك في خلق حزن عميق لدى أرتير وخطيبته. والآن ينتظرلاعب خط الوسط وراشيل مولودا جديدا في غضون الأيام المقبلة.
والملفت للنظر أن عدسات الكاميرا في الملعب لم تخف مشهدا صارخا بعد نهاية مباراة مانشستر سيتي وبرونموث: إذ ظهر غوارديولا وهو يعانق لاعب الفريق المنافس ويقول له "يؤسفني ما حدث آنذاك وأتمنى لك كل التوفيق".
بالطبع، أثار هذا المشهد اهتمام مشجعي فريق بورنموث ولاعبي الفريق. ونشر النادي تغريدة للاعب أرتير يتحدث فيها عن لفتة غوارديولا الإنسانية ويقول "أعرب غوارديولا عن أطيب تمنياته لي ولشريكتي، إنه شعور لايصدق".
حتى في تعامله مع الصحفيين!
ولدى سؤال غوارديولا عن دوافع ذلك، أجاب "قريبا سيصبح أبا. لذلك هنأته وشريكته لأنني أعرف قصته، وأتمنى أن يكون الطفل في هذه المرة على أحسن ما يرام"
الانتقاد الموجه لغوارديولا في بايرن ميونخ سابقا لم يقتصر على تعامله مع لاعبيه، بل أيضا بسبب تعامله مع الصحفيين، فغوارديولا معروف بعدم تجاوبه معهم. ويبدو أن الأجواء الإنجليزية غيرت من طباع غوارديولا.
في عموده على موقع"بيلد" الألماني، كتب المحرر الرياضي رايموند هينكو أن غوارديولا اتصل به من إنجلترا شخصيا ليشكره على مقالة كان قد نشرها مؤخرا وتضمنت: "منتقدو الكرة الإنجليز أيضا لم يتمكنوا من إدراك أسلوب غوارديولا الكروي"، وملاحظا أن الصحفيين الألمان لم يتعودوا على أسلوب تعامل غوارديولا طيلة السنوات الثلاث التي قضاها في ميونخ.
خاص بـدوز: دويتشه فيله